على شارعين
أنا أفكر إذًا أنا مرصود!
خلف الحربي
تناقلت وكالات الأنباء قبل يومين خبر اختراع جهاز يقرأ الأفكار ويحولها إلى كلمات منطوقة وقد صمم هذا الاختراع لمساعدة الأشخاص الذين تمنعهم الإعاقة من التعبير عن أفكارهم ويرى مخترعوه أنه مقدمة لاختراع جهاز يقوم بقراءة الدماغ.
ولو وضع هذا الجهاز على رأس شخص يقود سيارة في الرياض لوجدته يقول: (في أي درج اختفى مترو الرياض الذي نشرت صوره قبل عدة سنوات؟)، أما لو كان هذا الشخص يقود سيارته في جدة فإنه سيقول: (أين توجد الحفرة القادمة؟)، ولو كان في المنطقة الشرقية لكانت النتيجة: (أين يمكن العثور على شارع لم يتم إغلاقه بعد؟!)، والثلاثة بالطبع سيفكرون: (كيف تم نشر كاميرات ساهر في بضعة أشهر بينما يحتاج إصلاح الطرق عشرات السنين؟!).
ولو وضع هذا الجهاز على رأس خريج لغة عربية لوجدته يفكر في دراسة الدكتوراه بحيث يكون موضوع الرسالة (خبر كان)!، أما لو وضع على رأس خريجة من أي تخصص كان لوجدتها تقول: (لماذا أنفقت الدولة كل هذه الملايين على تعليمي ما دمت سأجلس في البيت؟)، ولو وضع على رأس صحفي لقال: (هل يوجد موضوع يسمح بنشره غير غلاء المهور؟!)، ولو وضع الجهاز على رأس رئيس جمعية حماية المستهلك لوجدته يقول: (كيف أرفع راتبي إلى ربع مليون ريال شهريا؟)، ولو وضع على رأس حكم كرة قدم محلي لوجدته يقول: (ما دخل أمي بضربة الجزاء غير المحتسبة؟!)، ولو وضع على رأس أحد المتربصين بخلق الله لوجدته يفكر (هل هذه المرأة التي تسير مع هذا الرجل زوجته أم ماذا؟.. فمشيتها تؤكد أنها ماذا)!، ولو وضع هذا الجهاز على رأس أمين مدينة جدة الجديد لوجدته يقول: (من هو الموظف الذي يسرب أخبارنا للصحافة؟)، ولو وضع الجهاز على رأس سائح يسير في كورنيش جدة لوجدته يفكر : (أين دورة المياه ؟!).
ولو وضع هذا الجهاز على رأس شخص يراجع إدارة حكومية لقال: (أين أركن سيارتي؟)، ولو وضع على رأس مبتعث في الخارج لقال: (ما الذي فعلته كي يعاملني موظفو الملحقية بهذه الجلافة؟)، ولو وضع على رأس رب أسرة تنوي السفر إلى الخارج لوجدته يقول: (هل سيكتفي اللصوص بسرقة الأثاث والأجهزة المنزلية أم سيأخذون الوثائق الشخصية أيضا؟!).
ولو وضع الجهاز على رأس مخالف للإقامه يبيع الفصفص لوجدته يفكر: (متى سأحضر ابن خالي من تمبكتو؟)، ولو وضع الجهاز على رأس مواطن عربي يشاهد المسلسلات الرمضانية السعودية فإنه سوف يقول: (هل الإعاقة الذهنية مرض وراثي؟!)، ولو وضع الجهاز على رأس مقاول بالباطن لوجدته يقول: (لقد تأخرت أوراقي رغم أنني دفعت رشاوي لجميع المديرين .. ما هذا الفساد؟)، أما لو وضع الجهاز على رأس ضب يتسكع في صحراء الربع الخالي لوجدته يقول: (الحمد لله لأنني لست إنسانا .. وإلا لما أصبح عندي بيتا يؤويني أنا وأولادي)!.